top of page

الإسلام والإسلامويّة بعد 11 سبتمبر: أسباب العمى المزدوج... جورج لورو

  • تقديم وترجمة :محمّد الحاج سالم
  • 26 sept. 2015
  • 8 min de lecture

تـقـديـم

نشر المفكّر جورج لورو (Georges Leroux) أستاذ الفلسفة وتاريخ الأديان بجامعة مونريال هذا المقال في صحيفة الواجب (Le Devoir) الكنديّة في عددها ليوم 12 سبتمبر 2002 بمناسبة الذّكرى الأولى لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر. ورغم مرور ستّ سنوات على صدوره، فإنّه ما زال محافظا على راهنيّته، وهو ما دعانا إلى تقديمه إلى القارئ العربيّ للتعرّف عن قرب عمّا يطرحه بعض مفكّري الغرب بشأن بعض قضايانا الحارقة وعلى رأسها “المسألة الإسلامويّة” أو ما اصطلح البعض على تسميته بـ “الإسلام السّياسيّ”.


*******************

لم تنته أحداث 11 سبتمبر بعد من إطلاق كلّ ما تختزنه من طاقة تدميريّة. ففي حين يحاول الشّعب الأمريكيّ العيش في أمان وفي جوّ من الانتشاء الوطنيّ والتحمّس لفضائل الأمّة ومُثُل الحريّة، فإنّ حكومته تواصل حربا مفتوحة على الإرهاب بهدف نقل قوّة الموت التي ضربت الولايات المتّحدة إلى الخارج.

إلاّ أنّ هذا الالتزام ضدّ قوى الشرّ، وهذا السّعي إلى حرب عادلة بدعم من المثقّفين المرموقين، لم يتمكّنا من تجاوز ما بقي لا مفكّرا فيه وما يبدو ظاهريّا أنّه غير مسموع في العمق في الولايات المتّحدة، ألا وهو الإحساس المتفاقم بالعداء تجاه أمريكا داخل المجتمعات التي ما زالت الهيمنة الأمريكيّة تنظر إليها باستعلاء.

ويؤدّي كون هذه المجتمعات كلّها إسلاميّة إلى نتيجة مدمّرة في السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة، وهي الرّبط – وإن بغير قصد- بين الشرّ والإسلام. فحيثما تكون سياسة اليد الممدودة ضروريّة، وخاصّة في فلسطين، فإنّ تعاظم الاستقطاب مع الإسلام لن يؤدّي إلاّ إلى تعزيز الشّعور بالاستياء.

كما يقود هذا الرّبط أيضا إلى نتيجة ثانية تتمثّل في عجز الولايات المتّحدة، ومن ورائها الغرب كلّه، عن بلورة رؤية نقديّة بشأن علاقة الإسلام بوصفه دينا تاريخيّا وعالميّا، بالإسلامويّة الرّاديكاليّة التي جعلت نفسها طوال العشرين سنة الماضية المعبّر الرّسميّ عن الاستياء السّياسيّ في المجتمعات الإسلاميّة. إلاّ أنّه يجب أن نضيف القول بأنّ العالم الإسلاميّ يساهم أيضاـ بلامبالاته ـ في تنامي الأصوليّة حين يعتبرها قدرا لا مفرّ منه، وهو ما يعكس، دون وعي، نفس العمى الأمريكيّ.

ومن هنا، أعتقد أنّه من الضّروريّ التّفكير بشأن الرّهانين الرّئيسيّين في المواجهة التي تحمل في طيّاتها قوّة عنف كارثيّة كامنة. أوّلا، العمى الأمريكيّ الذي يلوّح بالسّيف باسم قيمه أينما استشعر تهديدا لهيمنته، في حين ما زال العنف الذي يتعرّض له غير مفهوم ودون تفسير. فهذا العمى هو ما يقود إلى سيناريوهات شاذّة مرتكزة على بعض التّحليلات السّخيفة من قبيل تحليل صموئيل هنتنغتون (Samuel Huntington) الذي غدا المرجعيّة الأولى في تقرير علاقة الأمريكان بالمسلمين. فوفقا لتلك التّحليلات، فإنّ من شأن السّيطرة الغربيّة أن تؤدّي حتما إلى حدوث تصادم بين حضارة متقدّمة وأخرى متخلّفة.

أمّا الرّهان الثّاني، فهو العمى الإسلاميّ نفسه الذي يبدو أنّه لا يرى أيّ خطر في الخلط بين الإسلام بوصفه دين أمّة، والإسلامويّة السّياسيّة. فهذا العمى يفاقم العمى الأمريكيّ بنفس القدر أو بذات الطّريقة: فإذا ما كانت الهيمنة الأمريكيّة ترى مصلحتها في تطوير استراتيجيّة تجعل من يفترض أن تدعمهم من أجل إحلال السّلام أعداء لها، فإنّ المجتمعات الإسلاميّة تقصر مصلحتها على العمل بما في وسعها للتحرّر من المارد الأصوليّ الذي ينخرها من الدّاخل، وكأنّ تغاضيها عنه لم يكن أحد أسباب تناميه، في حين أنّ من أوكد واجباتها محاربته بحرمانه من كلّ دعم أخلاقيّ وروحيّ، وتوحيد الإسلام الدّينيّ حول مُثُل أعلى للسّلام والدّيمقراطيّة.

رهـانـات الـمـواجـهـة

في كتاب صدر مؤخّرا، طرح برنارد لويس (Bernard Lewis) عالم الإسلاميّات الكبير في جامعة برينستون السّؤال التّالي:“أين الخطأ ؟”، وسعى إلى بلورة رؤية تتجاوز التّبسيط المخلّ الذي ميّز طرح صموئيل هنتنغتون بأشواط كبيرة. ومع ذلك، يبدو أنّ مؤرّخنا يقدّم لأوّل مرّة - في عمل يتميّز بالسّماحة وسعة الصّدر- ما يعزّز الحكم الذي توافقت عليه تحاليل عدد من الأخصّائيّين منذ 11 سبتمبر، فقد أعلن أنّ انحدار الإسلام ظاهرة تاريخيّة لا إمكانيّة لتراجعها وهي مستندة إلى ردّة فعل لاواعية يدلّ عليها تطوّر الإسلام بكلّ جلاء. كما رأى أنّ تقوقع الإسلام على الماضي يجعله عاجزا مطلق العجز عن الانفتاح، وأنّه حاليّا مجرّد كيان عتيق عاجز عن السّيطرة على هوامشه أو التحكّم في شططه، وهو عاجز بالتّالي عن إيقاف المدّ الأصوليّ الذي لا يمكن للإسلام إلاّ أن يتماهى معه.

ورغم الحذر المنهجيّ الذي تميّز به هذا الكتاب، فإنّ ذلك لم يمنعه من أن يكون هو نفسه أحد أعراض العمى الأمريكيّ، فهو يُظهر بوضوح استحالة حصر الفهم الغربيّ للإسلامويّة على صعيد سياسيّ خالص، كما يظهر صعوبة التوجّه نحو اعتماد قراءة ثقافيّة ودينيّة للإسلام من شأنها فكّ جميع العُقد.

ويبدو أنّ ما يتطلّبه الفهمُ السّياسيّ من مراجعة نقديّة ذاتيّة داخل الموقف الغربيّ، هو ما يجعل الخطاب الغربيّ حول الإسلام يتميّع ليصبح خطابا عن تاريخ عامّ للإسلام بوصفه ثقافة منحلّة. وإذا ما كنّا نقبل بأسئلة برنارد لويس – وهي أسئلة يبدو من الضّروريّ طرحها في سياق يتجاوز تحفّظات التّصويب السّياسيّ – فإنّ ذلك لا يلزمنا بالتّوافق مع ما يقدّمه من أجوبة.

ولنأخذ مثالا يوضّح مقاربة برنارد لويس، وهو يتعلّق بتحليله مسألة تلكّؤ المجتمعات الإسلاميّة في تقبّل تقنية الطّباعة ونشر الكتب. ففي حين قامت أوربّا بالنّشر السّريع لعدد كبير من المؤلّفات في جميع المجالات، بل نشرت عددا ضخما من الكتب المترجمة إلى لغاتها المحليّة، مارس الإسلام رقابة صارمة على الكتب بمنع نشرها إلاّ في المجالات المتخصّصة كالطبّ، وقام بموقفه هذا بإبانة ما سيبدو في نظر مؤرّخنا، الجوهر الحقيقيّ للإسلام، أي التّقوقع على الذّات والغرور والخوف من الآخر.

إنّ الخطأ في نظر برنارد لويس لا يكمن في المقام الأوّل في المغامرة العسكريّة السّياسيّة للعثمانيّين، خاصّة بعد فشل حصار فيينا سنة 1683، بل وبالدّرجة الأولى وقبل كلّ شيء في ضمور الثّقافة التي فرضت عليها رقابة داخليّة من قبل دين منهار وعاجز عن إصلاح نفسه، أي القبول على المستويين العسكريّ والثّقافي بالتّغرّب والتخلّي عن مبادئ الشّريعة الإسلاميّة. وبدل هذا، قامت المجتمعات الإسلاميّة كلّما اصطدمت بفتوحات الحداثة باتّخاذ موقفين ثابتين من شأنهما تقديم تفسير للمآزق الرّاهنة: البحث عن كبش فداء تعلّق عليه الخيبات والهزائم، وفرض الرّجوع إلى التّقليد.

هـل الإسـلام مـسـؤول عـن إخـفـاقـه الـسّـيـاسـيّ ؟

إنّ هذا المثال كفيل وحده بإبراز الصّعوبة التي يلاقيها من يروم تفسير الإخفاقات السّياسيّة للحقبة المعاصرة بإرجاعها فحسب إلى التّقليد الدّينيّ باعتباره النّاظم الأساسيّ للتّاريخ الإسلاميّ. فتحميلنا الإسلام الدّينيّ وزر الانحطاط يجنّبنا ما يفرضه التّحليل السّياسيّ من تعقيد. ولئن كان لهذا المنظور نصيبه من الحقيقة، وهذا أمر مؤكّد، فإنّه عاجز عن تفسير كلّ شيء، بل ربّما كان الأمر على العكس من ذلك تماما. هل قام الإسلام حقّا بوصفه دينا وثقافة بحرمان تلك المجتمعات من التطلّع العلميّ وتعلّم اللّغات والانفتاح على أوروبّا، أي كلّ ما من شأنه تمكينها من الدّخول في الحداثة ؟ هل لهذا الاستدلال ما يبرّره ؟ هل يتطلّب سقوط الإمبراطوريّة العثمانيّة تحميل الإسلام وزره؟ هل إنّ الإسلام هو ما يغذّي اليوم الشّعور بالمذلّة والاستياء السّياسيّ الذي أدّى إلى هجمات 11 سبتمبر؟

ألا يتعلّق الأمر على العكس من ذلك ببؤس العالم العربيّ المعاصر وفشله في التوحّد والتّحديث نتيجة الهيمنة الغربيّة ومحصّلة الاستعمار؟ إنّ هذه الفرضيّات جديرة أن تدرس بنفس الجدّية التي نتناول بها التّفسيرات العامّة للثّقافة الإسلاميّة المعاقة بسبب تقاليدها الدّينيّة. وإذا ما كان الفشل الاقتصاديّ يستوجب فيما يستوجب تفسيرا دينيّا، فإنّ البرهنة على مثل هذا الأمر لا بدّ أن تكون مدعومة بالأدلّة.

عـمـى مـزدوج

لا شكّ في أنّ العمى الغربيّ بشأن الإسلام سريعا ما يجد ضالّته في مثل هذه التّحليلات ليكتفي بها. ولأنّها تؤدّي في نهاية المطاف إلى صياغة استقطابات مريحة يضحي فيها الإسلام هو التّقليد والتّسلّط والغرب هو الحداثة والحريّة، فإنّ الأخذ بتلك التّحليلات يجنّبنا عناء تفسير التّاريخ الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسّياسيّ، فهو تاريخ يندّ عن الخضوع إلى مثل تلك الاستقطابات، بل إنّه هو ما يسمح على العكس بفهمها باعتبارها هي ذاتها محصّلة سيرورة تاريخيّة خاصّة.

ولأنّها من جهة أخرى تحمّل الإسلام بوصفه دينا مسؤوليّة الانكفاء الاستبداديّ في معظم المجتمعات الإسلاميّة، فإنّ تلك التّحليلات تؤوّل الاستياء السّياسيّ داخلها على أنّه موقف دينيّ ممتنعة عن اعتباره خطابا سياسيّا، وهو ما يمكّنها من تبرير تصاممها عنه.

وأخيرا، وفيما يتعلّق بالإسلام الرّاديكاليّ المتطرّف الذي أدّى إلى أحداث 11 سبتمبر، فإنّ تلك التّحليلات تعزّز فكرة أنّ التعصّب الأصوليّ ليس إلاّ امتدادا للتّقاليد الاستبداديّة في التّاريخ الإسلاميّ، وهو ما يمكن اعتباره أخطر تصوّر بين جميع التّصورّات الخاطئة لأنّ من شأنه التّرويج لخلط غير مقبول يشوّه المثل العليا للإسلام الدّينيّ الخاصّة بالسّلام ويؤدّي إلى احتقار مؤمنيه.

أمّا الرّهان الثّاني، فيتعلّق بالعمى الإسلاميّ نفسه تجاه الأصوليّة. وإذ لا يوجد في الإسلام سلك منتظم لرجال الدّين، ولا تراتبيّة قادرة على توحيد مواقفه، فإنّه يكتفي بالاعتراف بأفضليّة بعض المذاهب الفقهيّة في تفسير نصّه المؤسّس وشريعته، وهذه الخاصيّة هي ما يميّز في العمق مؤسّسته الدّينيّة عن الكنائس المسيحيّة ممّا يؤثّر بدرجة كبيرة اليوم دون ضوابط في تشتّت جهود العلماء والفقهاء المُعلنين.

إنّ سلطة علماء الدّين في الإسلام تستمدّ قوّتها من ذاتها، ونحن نعرف الآن كما يجب الدّور الذي قامت به بعض المساجد مثل مسجد فينسبوري بارك (Finsbury Park) في لندن في تدريب إرهابيّي 11 سبتمبر. فقد قام اثنان من الزّعماء الدّينيّين بالحضّ على قتل اليهود والكفّار، بل وقاما أيضا بتجنيد عدد ممّن قادوا الطّائرات يوم الهجمات. وحسب ما بيّنه عدد من الباحثين على غرار اوليفييه روا (Olivier Roy) ومارتين غزلان (Martine Gozlan) أو جورج قرم، فإنّ شبكة هذه المساجد منتشرة على صعيد عالميّ، وقد أظهرت دراساتهم مدى تعقّد هذه الظّاهرة وتشعّبها، وأوضحوا اغتذاءها من وضعيّة اجتماعيّة واقتصاديّة لا يمكنها إلاّ إنتاج اليأس والاستياء.

وحتّى لو كان جميع هؤلاء الباحثين مقتنعين بعدم التّلازم الحتميّ بين الأصوليّة والإسلام، وأنّ الأصوليّة تمثّل على العكس من ذلك انحرافا خطيرا عنه، فإنّ جهودهم لم تركّز بما فيه الكفاية على مسألة التّباين الفاصل بين الإسلام الحقيقيّ والإسلامويّة السّياسيّة. إنّ هذا الأمر يبدو لهم من تحصيل الحاصل، ومع ذلك رأينا أنّ الأمر لم يكن كذلك فحسب، بل هو أيضا جزء من العمى الموكل له تأدية وظيفة سياسيّة محدّدة.

إنّ من واجب المجتمع الإسلاميّ العالميّ الذي يعاني بشدّة من عنف الشّعور بالكره تجاه الإسلام (الإسلاموفوبيا) النّاجم عن الإسلامويّة، القيام بهذه المهمّة. إلاّ أنّنا نراه يكتفي باحتجاجات غامضة ضمن الحلقات الدراسيّة التي تقيمها اليونسكو، في حين أنّ واجبه المؤكّد هو إعلان إجراءات صارمة واتّخاذ قرار يرقى إلى مستوى التّهديد ذاته.

إنّ تفسير هذا الامتناع يتلخّص في كلمة واحدة: إنّ هذا الانسحاب يخدم الأهداف السّياسيّة لحكومات البلدان الإسلاميّة العاجزة عن إدارة المشاكل الاقتصادية والاجتماعيّة وتفاقمها في سياق العولمة، وهو ما يفسح المجال لأن يقترح التطرّف على الجماهير الثّائرة حشدا من الأبطال والشّهداء الموعودين بالخلود.

إنّ قبول هذه الحكومات بوجود ارتباط – حتّى وإن كان رمزيّا- بين الإسلامويّة والإسلام التّقليديّ والتّغاضي عن عمليّة سطو إيديولوجيّات قاتلة على النصّ المؤسّس للإسلام، لا يمكّن تلك الحكومات فحسب من استغلال غياب بنية تراتبيّة قادرة على تقديم تفسير صحيح للقرآن، بل ويمكّنها أيضا من تخريب الجهود التي تبذلها هذه المجتمعات من أجل التطوّر نحو علمانيّة منفتحة. ومن هنا، فإنّ مسؤوليّتها كبيرة في تنامي الأصوليّة، ولا يوازيها في ذلك إلاّ عجز المؤسّسة الدّينيّة الإسلاميّة عن صدّ الإيديولوجيّات التي تعمل على تشويه عقيدتها.

إنّني أكتب هذا النصّ وأنا عائد من رحلة إلى سوريا التقيت خلالها أشخاصا من أوساط مختلفة وتحدّثت إلى علماء دين ومهندسين. وقد كان بين هؤلاء أصوليّون، بعضهم قادم من ماليزيا وبعضهم من إيران، كانوا ينتظرون قيام السّاعة وتعرّفوا في أحداث 11 سبتمبر على أولى علاماتها، فلا مكان يخلو من المتزمّتين على ما يبدو، لكنّني تردّدت خاصّة على المساجد والأسواق الشّعبيّة المتاخمة لها، وهناك قابلت الإسلام المألوف، الإسلام الشّعبيّ الحامل لتراث عريق، الإسلام الورع جدّا والجماعيّ، وعلى غرار برنارد لويس استمعت إلى الشّكوى والامتعاض اللذين وجّها إليّ بوصفي غربيّا.

وعلى غرار برنارد لويس أيضا، فإنّي أخشى تنامي دوّامة الكراهية والاحتقار بكيفيّة لا رجعة فيها، إلى الحدّ الذي يجعل من الانتحاريّ ممثّلا للثّقافة الإسلاميّة، وهو ما لم نصل إليه بعد إذ ما زال الإسلام الدّينيّ يواصل سعيه الحثيث في البحث عن الأسلوب الأمثل لتحقيق السّلم في العالم.

ولكنّني خلافا لبرنارد لويس، أعتقد أنّ للغرب دورا في الدّفع بهذا التطوّر، ألا وهو الكفّ عن إهانة الإسلام من خلال استغلال الضّعف السّياسيّ الحاليّ للمجتمعات التي تدين به، والتوقّف عن الاعتقاد بأن لا دخل لنا في ذلك. كما أعتقد أيضا من جهة أخرى في ضرورة توحّد المذاهب الفقهيّة الإسلاميّة والقطع مع القدريّة الموروثة والانخراط في حركة إصلاح تكون قارب العبور الجديد نحو الحداثة.


مـراجـع

Huntington (Samuel P.): Le Choc des civilisations, Odile Jacob, Paris, 1997.

Lewis (Bernard): What Went Wrong? Western Impact And Middle Eastern Response, Oxford University Press, London, 2002; Pour un Islam de paix, sous la direction de Marc de Smedt, Albin Michel, Paris, 2001.

Gozlan (Martine): Pour comprendre l’intégrisme islamiste, Albin Michel, Paris, 2002.

Roy (Olivier): Généalogie de l’islamisme, Hachette, Paris, 2002.

Corm (Georges): Le Proche-Orient éclaté: 1956-2000, Gallimard, Paris, 2000.


نُشر على موقع الأوان بتاريخ 11 سبتمبر 2008 ضمن ملفّ: 11 سبتمبر بعد سبع سنوات : أيّ أسئلة وأيّ موقع نقديّ؟

 
 
 

Commentaires


bottom of page